أخبار ليبيا 24
استيقظ مُضَرَّجاً بدمائه في سيارة الإسعاف بعد أن سقط مغشياً عليه إثر إصابة بليغة في كتفه في إحدى تفجيرات القبة الإرهابية.. عندما وصلت سيارة الإسعاف إلى مستشفى القبة الذي يُعد مستوصفا قرويا أقرب من كونه مشفى وقعت عينه على عين أخيه الأصغر الذي لم يتمالك نفسه وصرخ قائلا له “أبي.. أبي”.. حينها وقف من سريره وخطا خطوتين من ثم وقع مغشيا عليه للمرة الثانية لينقل على الفور إلى العناية الفائقة بمستشفى البيضاء.
تنظيم داعش خلف الدمار
كل تلك الأحداث المؤلمة عايشتها إحدى العائلات عقب التفجيرات الإرهابية الثلاث التي شهدتها مدينة القبة صبيحة يوم الجمعة الموافق لـ 20 فبراير من عام 2015.. تلك التفجيرات التي صارت أذهان الكثيرين ممن عايشوها مشوشة.. ليس هذا وحسب بل أصبحت قلوبهم حتى يومنا هذا رغم مرور الزمن تعتصر ألما لهول التأثير النفسي الذي خلفه تنظيم داعش الإرهابي الذي تبنى التفجيرات بعد ساعات من تنفيذها بالإضافة إلى ما خلفه من دمار.
أخبار ليبيا 24 ما زالت مستمرة في تجولها داخل مدينة القبة التي ما انفكت أذهان سكانها من الحديث عن التفجيرات فكان اللقاء مع إبراهيم فوزي خليفة، الشاب الذي فقد والده وشقيقه وتعرض لإصابة بالغة نتيجة التفجيرات التي لم تُفرق بين كبير ولا صغير.
اللحظات الأولى للتفجير
يقول إبراهيم: “منزلنا قريب من مركز شرطة القبة وعند التفجير الأول خرج أبي وأخي مفتاح أولا ثم خرجت أنا وعند خروجي رأيت هول التفجير الأول وبعد لحظات حدث التفجير الذي استهدف مركز شرطة القبة وأصبت إصابة بالغة في كتفي وسقطت على الفور ولم أعد أعلم بما يحدث حولي”.
يتابع إبراهيم: “استشهد أبي وأخي مفتاح في ذلك التفجير لكني لم أعلم باستشهادهما في تلك اللحظات العصيبة”.
وبعد سكوته لبرهة من الزمن وكأنه يغوص في ذكرياته الأليمة عن تلك الحديثة يعود إبراهيم للحديث مجددا.. ويقول: “استيقظت في سيارة الإسعاف وكانت إصابتي بالغة في الكتف وكنت مضرج بالدماء”.
الصدمة
يضيف إبراهيم: “وصلت إلى مستشفى القبة وفور وصولي جاءت عيني في عين شقيقي الأصغر الذي صرخ قائلا: باتي.. باتي يا إبراهيم.. حينها حاولت الوقوف ومشيت خطوتين من ثم سقطت ولم أعد أشعر بشيء حتى استيقظت في حجرة العناية الفائقة في مستشفى البيضاء”.
يتابع: “استيقظت لعدة ثواني وأصبحت أصرخ عندما تذكرت حديث أخي عن والدي.. الممرضة أسرعت محاولة التخفيف عني من هول تلك الصدمة وأعطتني حقنة مهدئة عدت بعدها إلى حالتي السابقة”.
أردف إبراهيم قائلا: “حين تم نقل للعلاج للخارج وتم إدخالي للطائرة جاءني أعمامي للطائرة.. استغربت حينها عدم قدوم أبي وعندما سألتهم قالوا لي أنهم تركوه في القبة وعندما حاولت الخروج من الطائرة سقطت وتم إعادتي من جديد”.
رحلة العلاج
وعن رحلة علاجه يقول إبراهيم: “أجريت تسع عمليات جراحية وتم تركيب البلاتين في يدي وبعدها قال لي الطبيب لابد أن تعود من جديد بعد شهر ونصف”.
يتابع إبراهيم قائلا: “لم أعلم باستشهاد أخي مفتاح إلا في فترة علاجي في الخارج وكان الخبر صادما بالنسبة لي”.
يقول إبراهيم: “يدي أصبحت تنمل ولا زالت أعاني حتى هذه اللحظة ولم يتم إعادتي للعلاج من جديد في الخارج ومسؤول لجنة الجرحى أصبح يماطل ولم نحصل على العلاج حتى الآن”.
تضرر مسكن العائلة
لم تقف معاناة تلك العائلة عند هذا الحد فقط بل وصل بها الأمر إلى ترك منزلها والسكن في منزل بالإيجار كون أن المنزل تضرر بشكل كبير إثر حادثة التفجير.. كون أن المنزل أصبح غير لائق صاحيا ليزيد هو الآخر من معاناة تلك العائلة التي كان الإرهاب سببا رئيسا في تشتيتها وفقدها لمسكنها ولاثنين من أفرادها.