عقب تناثر جسده إلى أشلاء في تفجير القبة.. أب يواري يداً واحدة من جثمان ابنه الثرى

أخبار ليبيا 24

لم يجد الأب الذي راح ابنه ضحية للتفجيرات الغادرة بمدينة القبة في 2015 من جثمان ابنه الذي تطاير إلى إشلاء في ذلك اليوم المشؤوم إلا يده اليمنى بعد أن تعرف عليها عبر خاتم كان يرتديه؛ ليزيد ذلك من هول الصدمة التي عايشتها تلك الأسرة.

داعش يتبنى التفجيرات

كان ذلك عقب التفجيرات الإرهابية الثلاث التي شهدتها مدينة القبة صبيحة يوم الجمعة الموافق لـ 20 فبراير من عام 2015.. تلك التفجيرات التي صارت أذهان الكثيرين ممن عايشوها مشوشة.. ليس هذا وحسب بل أصبحت قلوبهم حتى يومنا هذا رغم مرور الزمن تعتصر ألما لهول التأثير النفسي الذي خلفه تنظيم داعش الإرهابي الذي تبنى التفجيرات بعد ساعات من تنفيذها بالإضافة إلى ما خلفه من دمار.

جثث وأشلاء تملء المكان

أخبار ليبيا 24 ما زالت مستمرة في تجولها داخل مدينة القبة التي ما انفكت أذهان سكانها من الحديث عن التفجيرات فكان اللقاء مع صبري عبدالحميد الرفادي، الأب الذي فقد ابنه “عبدالسلام” نتيجة التفجيرات التي لم تُفرق بين كبير ولا صغير.

جراء تلك التفجيرات تناثرت الجثث وتطايرت الأشلاء حتى طغت الدماء على المشهد في تلك الحادثة الأليمة، وتصاعدت النيران والدخان في المكان ولم يستوعب سكان مدينة القبة المشهد بسهولة ليقفون مشدوهين تارة ومسرعين تارة أخرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

يقول الحاج صبري: “ابني عبدالسلام من ضمن الشباب الذين قضوا نحبهم وكانوا ضحية لذلك التفجير الغادر”.

يتابع: “تفجير القبة كان أقوى تفجير على مستوى ليبيا وتقبلنا فيه العزاء من كافة القبائل الليبية من شرق وغرب البلاد ومن جنوبها وشمالها.. كل الليبيين قدموا واجب العزاء”.

إيقاف مرتب الشهيد

يضيف الحاج صبري: “ابني ترك خلفه زوجة وثلاثة أطفال وطفلة.. ونحن نستغرب من إيقاف مرتباته هو و18 شخصا آخرين كانوا قد قضوا في التفجير”.

يتابع الحاج صبري حديثه المختلط بالحسرى والألم قائلا: “الدولة في عام 2018 وهم ضحايا التفجير الإرهابي. وعائلاتهم تعاني من صعوبة الحياة رغم أنهم ضحايا للتفجير.

ويقول: “الشهيد عبدالسلام كان أنسان طيب وملتزم وعندما سمع التفجير الأول أسرع لمساعدة الضحايا.. وكذلك اتجه أغلب أهالي القبة يتجهون لمكان التفجير لتقديم المساعدة”.

جثمان تناثر ولم نجد إلا يده اليمنى

يضيف الحاج صبري: “ابني كان في قريب من مكان التفجير وكان يقضي احتياجات أهله.. وعندما اتقرب من مكان التفجير اتجه وفق رواية أحد الأشخاص إلى السيارة التي كان بها الإرهابيين.. ويقال أنهم من خارج ليبيا وعندما فتح الباب عليهم في السيارة تم تفجيرها مباشرة”.

يتابع الحاج صبري: “لم نعثر على جثمان ابني ولم نتعرف إلا على يده اليمنى عبر خاتم كان يرتديه”.

يضيف: “لم نتعرف على يده اليمنى إلا بعد يومين كاملين من البحث.. وبعد قدوم شخص لنا وقال أن عبدالسلام هو من فتح باب السيارة على الإرهابيين.. وعند حدوث التفجير أصبحت أشلائه تتناثر”.

نداء عاجل

يقول الأب الذي ما زال يحكي بحرقة على ذلك المشهد الأليم: “كنت أتوقع أن أجد جثمانه.. ولكنه ارتفع في الجو وتناثر جثمانه إلى أشلاء ولم نجد إلا يده اليمنى وهي التي دفناها”.

يواصل الحاج صبري حديثه قائلا: “تحصل ابني على رقم شهيد لكن رغم أن قرار مجلس النواب يعتبر ضحايا التفجيرات شهداء.. إلا أن صفة الشهيد لم تنفع أبنائه وزوجته الذين تركهم خلفه”.

ووجه الأب نداء عاجل إلى المسؤولين وخص بالذكر رئيس الحكومة الليبية، فتحي باشاغا.. مطالبا بالنظر في أزمة مرتبات ضحايا التفجير الذين توقفت مرتباتهم والبالغ عدد تسعة عشر شخصاً.

Hot Topics

Related Articles