من بعد إنجازه المميز في فيلم Phantom Thread، لم يحقق باول توماس أنديرسون أي تجربة سينمائية، وارتكزت تجاربه الإخراجية وبشكل متتالي في الوسيط الغنائي مع الفرقة البريطانية الشابّة HAIM، وهي الفرقة التي اعتاد “توماس” إخراج كليباتها الغنائية، لكن يبدو أن هذه التجارب المتتالية كوَّنت في مخيلته سيناريو فيلم روائي كامل، أراد به توماس أنديرسون الخروج عن المألوف وأن يصنع فيلما من فكرة وخاطر ونية لا تخص أحدًا غيره. توماس صديق للعائلة HAIM، وكانت لديه قصة لم يرى غير الفتاة “ألانا هايم” كمؤدية رئيسية، ومن جانب آخر، قام باستدعاء الممثل الشاب “كوبر هوفمان“، ابن الممثل الراحل والذي اعتدنا رؤيته بأفلام توماس “فيليب هوفمان”، وبالطبع اختياره حقبة السبيعينات ليصنع بواسطتها فيلم يافعا وحيويا ويحظى بخليط يُشبه رغبات من عاش في السبيعينات، محاولة تجربة أقصى الأشياء التي يرغبها المرء في حياته.
تكثر في أعمال توماس المنافسة بين الثنائيات، وشخصياته تتحدى نفسها سواء كانت العلاقة بين ثنائي رومانسي، أو بين ربّ عمل وشاب مضطرب، لا يهم، وفي “ليكوريتش بيتزا” نعايش مع بعض علاقة يصعب تصنيفها بالرومانسية، لكنها آتية من شد وجذب غير مألوف، بين فتى يدعى “غاري فالنتين” وفتاة اسمها “آلانا كاين” وهي التي تكبر غاري بعشر سنوات.
تاريخ الشخصيات
الجنون والجموح الذي عاشته فترة السبعينات، تحديدًا عام 1973، نلحظه خلال المشادات التي تحصل بين الشخصيتين، أو تلك الموجودة في الخارج (عالم الفيلم بأكمله). في أي فيلم آخر قد تعرض هذه العلاقة بشكل يرفضها الجميع من الوهلة الأولى، لكن حيوية الحوار وعشوائية سلوك كل من حضر في كادر الفيلم، يجعلنا بشكل أيضًا عشوائي نقبل ما يحدث، وهذه نقطة تحسب لسيناريو الفيلم، قدرته على فضح التيه الذي عاشته تلك الحقبة عبر أحداث الفيلم المتوالية والتي تبدو غير مترابطة حتى، لكنها تمر بسرعة وسلاسة ماتعة.
لغة الفيلم ساحرة، وشخصيات توماس في الفيلم عبثية تمامًا، بين المخبول. والمجنون، جميعهم يعبر عن الحقبة، لكن وجود جميعهم. يضفي على الفيلم لمسة كوميدية، وهذا على نقيض بعض. الانتقادات التي رأته فيلما لا يعرف ما يريد قوله، يجعل الفيلم بالنسبة لي ممتعا وعلى نفس سياق عالمه وشخصياته، بينما حكاية الحب هنا غير ناضجة، والتعبير عنها يأتي من خلال محفزات أخرى يمارسها أبطالها، لا شيء هنا رسمي، إلا القبلة الختامية.
ما يميز الفيلم عن غيره سواء من بين أعمال توماس الثانية، أو تلك التي. أشتهر صيتها في موسم 2021، هو حكايته غير الجادة. عن الحب، فالفيلم يلعب في مساحات حرة وعشوائية تضعه. بين أصناف كثيرة، مثل الـ Coming of Age وخليطا من كلاسيكية. أفلام هوليوود، أما بالنسبة لي، فتجربة مشاهدته في دار عرض. كانت خاصّة، ونالت حوارات الفيلم ومشاهده المختارة. بعناية اهتمامي والكثير من الضحك، بما في ذلك، يُلفت النظر. طريقة توماس في استعراض بطلته “آلانا هايم” بصورة. أنثوية غير معتادة، وأشار الكثير من النقاد في أن الفيلم بمجمله. لا يحكي شيئًا غير استعراض آلانا وهوس توماس بفكرة. الشابة العفوية في حقبة زمنية واضح أن لتوماس كثير من الذكريات معها.
Licorice Pizza – حيوية السبعينيات وبيتزا فيلمية خاصّة