أخبار ليبيا 24-خاص
تشكل طبرق في التاريخ العالمي إحدى أهم المدن التي شهدت معارك مفصلية خلال الحرب العالمية الثانية بين قوات المحور بقيادة ألمانيا والحلفاء بقيادة بريطانيا. ولعل مقبرة حرب “نايتسبريدج” جسر الفرسان أهم الشواهد في المنطقة على تلك الحرب.
معارك طبرق
ففي بداية أربعينيات القرن الماضي دارت في منطقة طبرق وضواحيها معارك شرسة وعديدة خلال الحرب العالمية الثانية، وقد أدت تلك المعارك إلى مقتل الآلاف من الجنود.
وتحتوي المقبرة التابعة إلى الكومنولث والتي بنيت في نهاية الحرب العالمية الثانية بمنطقة عكرمة غرب طبرق بحوالي 25 كيلو مترا، على عدد 3679 قبر تعود جميعها عدى واحدا إلى الجنود الرجال من مختلف دول التحالف وبعضهم من المحور.
لكن قبر واحد من بين آلاف تلك القبور بعود لامرأة كانت تعمل خلال تلك الفترة في التمريض.
جين بيريل رايت
يقول، محمد احنيش المريمي، وهو حارس المقبرة لعشرات السنوات، لأخبار ليبيا 24، إن أحد القبور يعود. لممرضة إنجليزية اسمها ” جين بيريل رايت” وقد قتلك عن عمر ناهز 32 عاما.أثناء تأديتها لعملها في تقديم العلاج للجرحى ولكن لم يعرف من قتلها.
وقد جرى دفن تلك المرأة على ما يبدو يوم 08 يوليو 1944. وكتب على قبرها “سوف نتذكرك وقت شروق الشمس. ووقت غروبها “.
وأضاف احنيش، أن اثنين من الجنود الإنجليز مدفونين كذلك في هذه المقبرة وهما (جان وبيلي). وهما متحصلين على وسام “نجمة فكتوريا الذهبية” لقيامهما بأعمال مميزة وبطولية.
وتحوي المقبرة على قبور لجنود من جنسيات مختلفة والذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية بصحراء طبرق. فمنهم الإنجليزي والجنوب أفريقي والأسترالي والنيوزيلندي واليوغسلافي والكندي والهندي والباكستاني ومنهم مسلمين.
ويقول أحنيش، إن والده الدي حرس هذه المقبرة خلال الفترة من عام 1962 إلى وفاته عام 1983. وأضاف، “استلمت المهمة بعد وفاته حتى تقاعدي عام 2018”.
ويتابع، “لقد استلم المهمة من بعدي ابني وابنتي وهوما من يقومان الآن بمهمة الحراسة والنظافة والاهتمام بالمقبرة”.
ولفت إلى أن المقبرة، التي تعد شاهدا على حقبة تاريخية مهمة في التاريخ العالمي. كانت تشهد زيارات متكررة لمحاربين قدامى شاركوا في المعارك التي دارت في طبرق خلال تلك الحقبة. ولكنها الآن اختفت على الرغم من أن طبرق آمنة.